المصري ونـــيـــلــــه
مياه النهر العتيق دموع ام ماء
بعد ان تلاطمت عليه احزان البؤساء
وجلست علي ضفافه تندب الخرساء
وجاب الحبيب ارجاءه يقذف الحجر ويلعن الجهلاء
النهر والمصري تشابها في البكاء
وفي الصراخ وحتي في الشقاء
ابنائهم تبولوا علي صدورهم وكشفوا عورتهم
واستحلوا الدماء
داخل كل منهم يرتع الف حوت
والخير والحب ينقصف ويموت
والحزن الذليل خيم استاره علي البيوت
توقف نبض الحقيقة وعاش داخل عروقة الجنون
وارسي القبح سلطانه وسمي نفسه فنون
وهاجر الطير العليل تارك خلفه عش كئيب
والموت امامه يذيل اطراف المواني منتظراً رقيب
وفي الطريق يلحقه النصيب من المهانه والذل
العجيب
يناديه ايها العصفور اتري نفسك من الزمن
النجيب
انا بن السكوت من صمتك في وكل ساعة
الحقك ايام كنت ترفع يديك ببرائه الاطفال
تطلب الرضاعه
اهدم الاخلاق والقيم واعرضهم لمثلك كبضاعه
وانت تبيع من لحمك لتشتري بكل وضاعه
تحضن السوط..وتهاب ان تسود في فزاعه
اين الحب الذي رفض لأركانك الخضوع
ورضا للأحبه الفراق والخنوع
النيل الذي كانت انفاسه كبرياء
اضحت امواجه تحوي دموع الابرياء
وسكنت عقولك القاع مع الطين مع الاذكياء
تنظر الي الحظيره والعبيد في شوق
بعد ان فكك الشهداء من الطوق
واخذ الجرح العميق يتنفس من الشمس الاصيل
وتناول المصري افطاره مع الصبح الجميل
وعاد النيل الهادئ يفتح اضفافه للحب الجليل
وبني العصفور عشه فوق الماء من جديد
وثبته بالحريه والعدل والشدو السديد
فمالك يشتاق ظهرك لسوط الظلم الاجتماعي
لتنحني راسك امام جبروت الاستبداد السياسي
وتهيأ عقلك لتستضيف التعفن الثقافي
لتستعد جوانحك للرجوع نحو التخلف الحضاري
عفواً..ان الدماء التي سالت كتبت واجباً
علينا
ان نكمل الشوط الذي بدئناه ولو فنينا
فالليل الذي طوي اجسادهم الهزيله مكافحين
لن ينالنا سواده ليغطينا راقدين
فان طوقتنا جيوش الظلام
فنحن علي ثقة بـ الصباح
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق