إن عدم تمتع الفرد بحريته يجعله عاجزاً عن تحقيق تقدمه الذي هو شرط للتقدم الاجتماعي, وبالتالي فإن الحرية ليست أمراً متعلقاً بالحرية فحسب وإنما هي القدرة علي الفعل أو الفعل ذاته, الفعل الذي ينشئ التاريخ والذي لم يكن ممكناً لولا إن الانسان كان قادراً بفعل الحرية, في كل لحظة, علي إن ينشي ذاته ومجتمعه بصورة لا تخلو من ابتكار وإبداع دائمين

الاثنين، 13 يونيو 2011

التمكين بين الاسلاميين والليبراليين

التمكين يتم بإصلاح الذات, وبتوفير الشروط العامة لهذا الاصلاح, وهي شروط تربوية وأخلاقية واجتماعية ومادية وقانونية و هذا كله يتم داخل اطار الدولة
·        الاسلاميين ينظرون الي الدولة علي انها هي الاداة الاساسية (السحرية) لتحقيق اهداف مشروعهم
·        الليبراليين ينظرون الي الدولة علي انها هي شبكة الخلاص وأداة انجاز  رؤيتهم

o       يشدد الاسلاميين علي ان حركاتهم ليست في حقيقتها منظومة "مغلقة" تماما, وهي عكس ذلك منفتحه علي جملة من القيم الإنسانية الحديثة, كالنظام التمثيلي الديمقراطي والتعددية السياسية وحقوق الانسان والحريات الاساسية.
o       التيارات الليبرالية في مصر هي عادة ما ترفض بشدة حضور الإسلامين في الشأن السياسي, بل ويذهب بعضهم أبعد من ذلك ويفضل الدولة المصرية المستبدة علي الاسلاميين, إذا ما وجد نفسه مجبرا علي الاختيار, فهذه التيارات كثيرا ما تبدي حساسية مفرطة من أحكام الشريعة الاسلامية, لا سيما فيما يتعلق منها بقضايا الاحوال الشخصية والحريات الفردية, ولا يتردد الكثير من لواءات هذا التيار في الدعوة لتجاوز كل احكام الشريعة و اعتبار تلك الاحكام متجاوزة, ولايمكن استدعائها في سياق الدولة المصرية الحديثة.

·         لذا يتوجب الكف عن المقامرة بالدولة وتصديعها, بتصادمنا وتشابكنا, لانه كثيرا ما تدفع فيه البلد اثمان باهظة جراء هذا الحمق, والأفدح أنه ينتهي بهذه التيارات الليبرالية والاسلاميين الي مآلات دموية, علي المستوي الاجتماعي والفردي, ولعل الكف عن الرؤية الانفصالية والنهج التصادمي, والعمل ضمن رؤية اصلاحية شاملة, تزدهر فيها مؤسسات الدولة, ويبدع فيها الافراد, وينبسط فيها الامن والسلم, لبناء أرضية خصبة للتمكين القيمي, تأصيلا للمفاهيم, وترسيخآ للهوية, بعيدا عن الاحتراب السياسي, والانفصال المجتمعي, هذا هو الخيار الانسب والاسلم.

·         وقد لا نبالغ في القول بأن هذا النهج من شأنه ايضا ان يطمئن التيارات الوطنية, علمانييها وليبرالييها, ويتيح لهم اكتشاف وتبين حقيقة الاسلاميين وأطروحاتهم, لا عبر وسائط التشابك والتقابل الثقافي المشحون عادة, والمبني علي الجدل والمغالبة, بل عبر الحوار والتثاقف اليومي, للتقارب, بما يوفر الارضية الخصبة للتشكيل المتدرج والمتركم لإجماعات, وتوافقات متعددة, علي خطي صياغة دولة جديدة, هذا الهدف يقتضي استطلاعا دائما لوجهات النظر المتعارضة, وأن يعايش كل جانب الهموم الفكرية للجانب الآخر, وأن يتفهم شواغله, ويعمل علي إدراك المنطق الداخلي للرأي المخالف, وأن يتعرف علي التوظيفات الفعلية لهذا الرأي في الظروف الواقعية الملموسة.

·         وعليه فبناء مصر الحديثة لن يقوم إلا بعملية تراكمية وتدريجية متأنية, يشاع فيها قيم التعدد والاختلاف

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق