إن عدم تمتع الفرد بحريته يجعله عاجزاً عن تحقيق تقدمه الذي هو شرط للتقدم الاجتماعي, وبالتالي فإن الحرية ليست أمراً متعلقاً بالحرية فحسب وإنما هي القدرة علي الفعل أو الفعل ذاته, الفعل الذي ينشئ التاريخ والذي لم يكن ممكناً لولا إن الانسان كان قادراً بفعل الحرية, في كل لحظة, علي إن ينشي ذاته ومجتمعه بصورة لا تخلو من ابتكار وإبداع دائمين

السبت، 5 مايو 2012

نحن لا نحب الأفلين (→ التحرير ← العباسية )

ساحدثك وفي يدي مُمزق برقع الخجل وقناع الحياء .. عن ما دار وما جال في جمعة الزحف والحصار بالعباسية.. سأحدثك وانت في مندرتك العالية علي المنضدة الناعمة بجوارك سبط المكسرات الفاخر, وامامك التلفاز الـ LCD خفيف الوزن, وبك تشاهد  وتمني وتهنئ بدموع باردة تتساقط حميم, مما جلا امامك من قوات الجيش النظامية المصرية وهي مقتادة مجموعة من الشباب المصري مُكبلين الايدي منساقين الي داخل عربة جيش يدفعهم الجنود الي بعض, وسط ترحيب منك عارم وفرحة من زوجتك غامرة بتحرير العباسية وبسط العلم المصري اعلي مسجد النور, لا عليك بيت الله الذي دُنس بالبيادات المقعرة نعالها بدماء الابرياء, لا تهوين ولا تثريب منك في ما لاقتة عيونك بالشيخ الذبيح والدكتورة الاسيرة, لا تقريع ولا استهجان إزاء موقفك الذي تخذته بناء علي بصيرتك الخرقاء

افسح مكان جانبك وقعر لي اذنيك جيداً كي اصب فيهم ما سيؤذيك ويضرك, ماشاهدته ولم تقرأه لهو انتصار وحق, الحق لا يأتي علي استحياء ولا يتقدم بإذن ولا يصيب إلا من يستحقة, اول اظفاره في دحض الالهوية المقدسة للاشخاص والاماكن والتي ذرأتم لانفسكم فيها موئِلا, قدّت حواديت الاصنام وحُوبًا من يقترف لمسهم او يدنو الي سيرهم, وها وقد وجبت مناطق واشخاص كان محجور علي اي شخص في المجتمع التعامل "شاكياً" إليها فكان الندب علي اسوارها يكلف اعتقالاً مضموناً

ارجع الي عصر مبارك وكيف مرغ عمال المحلة باقدامهم علي صورة مبارك وهشمت باثرها الخوف وكشفت عن مضاجعات الخائف والجبان داخلنا, خرج بعدها الشباب في هتافتهم يتسابقون من سيصل صوتة لمبارك أعجل, فيسقط بعدها بهتافات متتالية مدوية من العلقوم الي السماء

مع كل مذبحة يخرج من يخرج منا يعتصم وتلاحم اجسدنا النحيله الاسفلت وتطل وجوهنا المخطوفه السماء ليجنّ علينا الليل نناجيه ونداعبه بالنصر, حتي افلست الاماكن منا واوشك ان ينتهي صوتنا ويضيع سخطنا, لم يتبقي الا وزارة الدفاع "مقر المجلس العسكري" فحصارها وجب "رمزياً – سلمياً"

عشنا بالرهبة من احكام عرفية ستطوق البلاد بالسوط والنار, فخسرنا الوقت وانزفنا الجهد, فما الحصار إلا لمجلس قوامه 19 فرداً, حاصر هو بقرارته وتدليسه الشعب بجموعه والوزارة بجنودها, فنحن نحاصر المجلس لنحمي الجيش ولنحمي الوزارة, فمحسوب في الافق الاعلي ان نهاية الاستبداد ستكون العباسية موطنها وليست في التحرير, فالتحرير نجمه أفل والعباسية بازغ ونحن لا نحب الأفلين

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق